السفر وما أدراك ما السفر ؟
السفر
ما السفر .. ومتى ولماذا نسافر ؟ وهل أنت مؤيد لفكرة السفر وهل فيه فوائد أم لا ؟
كل هذه الأسئلة قد تخطر ببال الكثير منا وسوف أحاول جاهداً الإجابة على كثير من تلك الأسئلة ونسافر سويا مع السفر ذاته.
فقد حفل الأدب العربي بالكثير من القصائد والنثر الذي يحث على الأسفار والرحلات كما حفل بالكثير الذي يعارض ذلك.
و ينسب للإمام الشافعي من قوله حاضاً على الرحلة والسفر:
تَغَرَّبْ عَنِ الْأَوْطَانِ فِي طَلَبِ الْعُلى . . . وَسَائِرْ فَفِي الْأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمْ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة . . . وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةٌ مَاجِد
فَإِن قيل في الأسفارِ ذل وغرية . . . وَقَطعُ فَيَافٍ وَارتكابِ الشَّدائِدِ
اقرا ايضاالتغيير
اقرا ايضاكيف تصبح مليونير
اقرا ايضا إن الله جميل يحب الجمال
اقرا ايضاهل لديك بريد إلكتروني ؟
فَمَوتُ الفَتَى خَيْرٌ لَهُ مِن حَياتِهِ . . . بدار هَوانِ بَينَ وَاشٍ وَحَاسِدِ
أما المعارضون للسفر والرحلة فقد عبر عنهم القاضي الطرطوشي معارضا
الإمام الشافعي بقوله:
تنكر اخوان وفقد أحبة . . . وتشتيت اموال وخيفة سارق
وكثرة الحاش وقلة مؤنس . . . وأعظمها يا صاح سكنى الفنادق
فان قيل في الاسفار علم وآداب وصحبة فائق
فقل ذاك دهر تقادم عهده . . . واعقبه دهر كثير العوائق
وهذا مقالي والسلام مؤبد . . . وجرب ففي التجريب علم الحقائق
وقد قيل ان السفر قطعة من العذاب
( لطيفة ) : سُئل إمام الحرمين : لماذا قيل ان السفر قطعة من العذاب ؟ فأجاب : لما فيه من فراق الأحباب
فقد نتفق أو نختلف في فوائد السفر ولكن من تجربة فيه الكثير من الفوائدوبذلك يكون السفر:
هو الانتقال من مكان إلى آخر في رحلة قصيرة أو طويلة في مسافتها أو مدتها لأي عدد من الأسباب التالية:
الأشغال - السياحة - التجارة أو أعمال - زيارة الأقارب - الهجرة من بلد لآخر - السفر لعبادة دينية. - تلقي العلاج - قصد الاستكشاف والبحث والتقصي العلمي وجمع المعلومات - الدراسة في الخارج - التعرف على الثقافات الأخرى - الاسترخاء والنقاهة. - حضور المناسبات الرسمية.
الأشغال - السياحة - التجارة أو أعمال - زيارة الأقارب - الهجرة من بلد لآخر - السفر لعبادة دينية. - تلقي العلاج - قصد الاستكشاف والبحث والتقصي العلمي وجمع المعلومات - الدراسة في الخارج - التعرف على الثقافات الأخرى - الاسترخاء والنقاهة. - حضور المناسبات الرسمية.
وقد يأتيك السفر رغم من أنفك حيث الطرد أو النفي وقد يأتي ممزوج بالاثنين معا بأن تضيق بك الظروف وتأتي لك فرصة عمل في الخارج بعيدا عن الوطن أو السفر لتكملة الدراسة والعمل وهنا تكون مخيرا في السفر وقد تسافر ولم توفق وتعود وتشكو من السفر ومن أثره وقد توفق في سفرك وتتغير حياتك للأفضل وتشعر بفوائد السفر وليس المال هو كل شيء بل تكتسب المعرفة والثقافة والمكانة والأصدقاء والخبرات المختلفة .
وكثير ما يخرج الإنسان من بلده مطرودا أو مكرها وحزينا ولكن يكون في ذلك خير كثير له ونجد على مر الزمن نماذج كثيرة خرجت من وطنها مجبرة ضعيفة وقويت وتقدمت وحققت أكبر الإنجازات في الخارج بعيدة عن الوطن ثم عادت الى وطنها ونجد أن كثيرا من العظماء والعلماء قد خرجوا من بلادهم مضطهدين ومطاردين فقد أخرج نبي الله يوسف عليه السلام عندما ييع إلى ملك مصر وأصبح عزيز مصر وكذلك خرج سيدنا موسى من مصر ثم عاد نبي عزيز قوي بالله يواجه فرعون مصر وحاشيته وأعظم الخلق الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - خرج من مكة مهاجرا بعد أن تحمل الكثير من الأذى والتعذيب من قريش وأمر أصحابه بالهجرة والخروج من مكة وفي المدينة أسس الدولة الإسلامية وعلم وربي خير أمة أخرجت للناس وعاد وفتح مكة ونشر الحق والخير والعدل والرحمة على العالم أجمع .
وقد أمرنا الله أن نسير في الأرض ونعمر فيها وكذلك - وجبت الهجرة على من لم يقدر على إظهار شعائر دينه وقدر على الهجرة
قال الله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)
(النساء 97- 99 )
ولا ننسى أن للسفر أحكام وآداب
يمكنكم الرجوع إليها في كتب السنة المطهرة من اختيار الوقت والدعاء واختيار الصحبة ، ووصيتي لكم أحبتي أن نغتنم فرصة السفر وأن نكثر من الدعاء لنا ولأهلنا وللناس جميعا فدعاء المسافر مستجاب بإذن الله فقد ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكٍّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْوَالِدِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ المظلوم) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما. فإذا ضاقت عليك الدنيا فلا تيأس ولا تعجز وابحث عن الرزق في مكان آخر وأناس آخرون يعينونك على الطاعة والعمل والإعمار في الأرض وكذلك لو وجدت فرصة للتعليم وزيادة في العلم أو نشر العلم الذي وهبك الله إياه فتوكل على الله واجعل لك أثر في كل بلد وكل مكان تذهب إليه أو تعمل فيه فعندما توفيك المنية تكون تركت خلفك صدقة جارية وعلم ينتفع به وأدعو الله أن يكون لك ولد صالح يدعو لك فخطط لحياتك على هذا النحو وليكون لك أهداف وهدف كبير أساسي هو الجنة وكل الأهداف وما تعمله في الدنيا من إعمار وتتركه خلفك يكون في تحقيق ذلك الهدف فتربح في الدنيا والآخرة فالحياة كلها سفر عبارة عن رحلة والدنيا كشجرة في طريقك تجلس تحتها تستظل بظلها ثم تنطلق إلى الآخرة الحياة الأبدية والخلود في الجنة بإذن الله.
دعوة للعمل والإتقان لأخر لحظه في عمرك.
وليس معنى ذلك عدم العمل والإنتاج والإعمار ففي الحديث العظيم الكريم من أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (( إن قامت الساعة وييد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل))السفر رزق :
والسفر أيضا رزق من الله فقد يعتقد البعض أن الرزق هو المال فقط ولكن الرزق يشمل كل شيء تكتسبه في حياتك من زوجه وأولاد وصحه وسعادة وشهرة وتفوق ومحبة الناس لك وخبرات وعلم وأموال ومعارف وأصدقاء ففي السفر تكتسب المعرفة والخبرة والأصدقاء وأشياء كثيرة تتفاوت من شخص لأخر كل حسب رزقه وما قدر الله له ولا تنسى أن تتزود وتعد الزاد للسفر وخير الزاد التقوى.
تعليقات
إرسال تعليق