الرسام واللوحة الأخيرة ( الاتقان )

 اللوحة الأخيرة

كان هناك رسام مشهور، اسمه راشد، يقضي أيامه في رسم لوحات فنية رائعة. كان راشد يتميز بدقته وإتقانه في عمله، وكان يعتبر من أفضل الرسامين في المدينة.

في أحد الأيام، قرر راشد أن يرسم لوحة فنية كبيرة، تكون هي اللوحة الأخيرة التي يرسمها في حياته. كان يريد أن يضع فيها كل خبرته ومهارته، وأن يجعلها تحفة فنية لا مثيل لها.

بدأ راشد في العمل على اللوحة، وكان يعمل بجد واجتهاد. كان يقضي ساعات طويلة في الرسم، وكان يراجع كل تفصيل في اللوحة بدقة وعناية.

بعد أشهر من العمل المتواصل، انتهى راشد من رسم اللوحة. كان راشد سعيداً جداً بالنتيجة، وكان يعتقد أن هذه اللوحة هي أفضل ما رسم في حياته.

عرض راشد اللوحة في معرض فني، وحضر المعرض العديد من الناس، من بينهم نقاد فنيون مشهورون.

أعجب الجميع باللوحة، وأثنى النقاد على مهارة راشد وإتقانه. ولكن كان هناك ناقد فني واحد، اسمه فايز، لم يعجبه في اللوحة شيء.

قال فايز لراشد: "لوحتك جميلة، ولكنها ليست مثالية. هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي لم تتقنها بشكل كامل."

استمع راشد إلى كلام فايز ، وفكر فيه ملياً. أدرك راشد أن فايز كان على حق، وأن هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي لم يعرها الاهتمام الكافي.

قرر راشد أن يعيد رسم بعض التفاصيل في اللوحة، وأن يجعلها مثالية. عمل راشد بجد واجتهاد، وبعد أيام من العمل المتواصل، انتهى من إعادة رسم التفاصيل.

عرض راشد اللوحة مرة أخرى في المعرض، وهذه المرة، أعجب بها الجميع، بمن فيهم فايز.

قال فايز لراشد : "الآن لوحتك مثالية. لقد أتقنت كل التفاصيل، وجعلتها تحفة فنية لا مثيل لها."

تعلم راشد من هذه التجربة درساً هاماً، وهو أن الإتقان في العمل هو المفتاح لتحقيق النجاح.

الدروس والعبر المستفادة

1. أهمية التفاصيل الصغيرة: حتى أصغر التفاصيل في العمل يمكن أن تؤثر على جودته النهائية.
2. الاستماع إلى النقد البناء: النقد البناء يمكن أن يساعدنا على تحسين عملنا وتطوير مهاراتنا.
3. العمل الجاد والاجتهاد: العمل الجاد والاجتهاد هما أساس النجاح في أي مجال.
4. الإصرار والعزيمة: يجب أن نكون مصرين وعازمين على تحقيق أهدافنا، وأن لا نستسلم للصعوبات.

في الختام

قصة الرسام واللوحة الأخيرة هي قصة ملهمة، تعلمنا أهمية الإتقان في العمل، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، والاستماع إلى النقد البناء، والعمل الجاد والاجتهاد، والإصرار والعزيمة.