فكرة مجنونة
يا صاحبي، تخيل معايا كده لحظة، أنت نايم في أمان الله، عينك لسه ما اتعودتش على نور الصباح، بس بدل ما تدور على مفتاح النور أو تمسك ريموت كنترول، كل اللي هتعمله إنك تلمس الحيطة اللي جنبك لمسة خفيفة، تلاقي الأوضة كلها نورت زي النهار! مش بس كده، تخيل نفسك جعان شوية، نزلت أقرب مطعم، مسكت المنيو في إيدك، وبدل ما تستنى الجرسون ييجي وياخد طلبك، كل اللي هتعمله إنك تدوس على صورة الأكلة اللي نفسك فيها في المنيو اللي في إيدك، والطلب يوصلك لحد عندك من غير أي كلام!
طب والأعظم من كل ده، فكر في إخواتنا اللي ربنا ابتلاهم بفقدان البصر، تخيل إن الواحد فيهم يقدر يمسك نفس الكتاب اللي بتقراه أنت، وبدل ما يعتمد على طريقة برايل اللي ليها كتب مخصوصة، يقدر يسمع الكلام اللي مكتوب بصوت واضح في ودنه!
يا عم الحاج، الكلام ده مش خيال علمي بعيد المنال، ولا حواديت بنحكيها قبل النوم. الكلام ده بقى قريب من الواقع أكتر ما تتخيل، والفضل كله يرجع لمخترع مصري أصيل، شاب طموح اسمه هيثم الدسوقي، اللي قدر بفكره النير يحوّل الأحلام دي لحاجة ممكنة بجد!
هيثم الدسوقي ده حكايته حكاية، اتولد في يوم 3 مارس سنة 1986، ومن صغره كان عاشق لأفلام الكرتون والخيال العلمي. ليه بقى؟ عشان الأفلام دي مفيهاش كلمة «مستحيل»، دايماً البني آدم بيكون عنده قوة خارقة يقدر يعمل بيها أي حاجة تخطر على باله. الشغف ده دفعه إنه يدخل كلية هندسة الاتصالات والإلكترونيات في جامعة الأزهر العريقة، وبتفوق قدر يخلص دراسته ويفتح عينيه على عالم التكنولوجيا الواسع.
أول فكرة اختراع خطرت على بال هيثم الدسوقي كانت جهاز بسيط يقيس نبض القلب، فكرة حلوة ومش بطالة، بس الفكرة اللي فعلاً آمن بيها بكل جوارحه، الفكرة اللي قدرت تخلي اسمه يتردد في محافل علمية عالمية، كانت الفكرة اللي شارك بيها في برنامج المسابقات الشهير «نجوم العلوم» وفاز بيها بجدارة واستحقاق.
يا ترى إيه بقى الاختراع العبقري ده؟ بسيطة خالص في شكلها، بس عبقرية في مضمونها! تخيل معايا كام لاصقة صغيرة كده، بنقدر نحطها على أي سطح عادي حوالينا، زي الترابيزات اللي بنقعد عليها، الكتب اللي بنقرا فيها، حتى الحيطان اللي في بيوتنا، واللاصقات دي بقدرة قادر بتحوّل الأسطح دي لشاشات لمس سحرية! والأحلى من كل ده، إن اللاصقات دي مابتخافش من المية، يعني لو وقع عليها شوية ميه ولا عصير، ولا كأن حصل حاجة، هتفضل شغالة زي الفل.
الاختراع ده فتح لينا أبواب لعالم جديد خالص، عالم نقدر فيه نتحكم في كل حاجة حوالينا بلمسة بسيطة، ومن غير ما ندفع فيها دم قلبنا، يعني بتكلفة قليلة جداً جداً. تخيل بقى، بدل ما تدور على زراير التكييف ولا التلفزيون، كل اللي هتعمله إنك تلمس الحيطة أو الترابيزة اللي قدامك وتغير القناة أو تعلي الصوت!
رحلة هيثم الدسوقي في برنامج «نجوم العلوم» دي كانت ماراثون حقيقي، دخل التصفيات الأولية مع أكتر من 700 ألف متسابق من كل أنحاء الوطن العربي، رقم يخض! بس هيثم بعزيمته وإصراره، وتصفية ورا تصفية، أسبوع ورا أسبوع لمدة سبع أسابيع متواصلة، قدر في النهاية إنه يخطف اللقب ويثبت للعالم كله إن العقل المصري قادر على الإبداع والابتكار.
يا ترى لو هيثم الدسوقي في لحظة ضعف كده قال لنفسه «إيه الجنان اللي أنا باعمله ده؟ فكرة مجنونة ومش هتنجح!» وكمل نوم ومطنش الفكرة دي، كان هيبقى صاحب الفكرة دي مصري وعربي؟ أكيد لأ! هيثم كان عنده إيمان بقدراته وبفكرته، وقدر بإصراره ده إنه يحفر اسمه بحروف من نور وسط قامات علمية كبيرة.
دلوقتي بقى السؤال ليك أنت يا صاحبي، إيه أخبار فكرتك المجنونة اللي بتلعب في دماغك؟ الفكرة اللي ممكن تغير حياتك وحياة ناس كتير؟ متخليش الخوف ولا التردد يوقفوك، يمكن فكرتك دي هي اللي هتنور الدنيا بكرة!
تعليقات
إرسال تعليق